بحث "التربية الأسرية" يكشف عن الرؤية العلوية لتحديث مناهج التعليم في المؤتمر العلمي الرابع لإحياء تراث أمير المؤمنين (ع)

 
النجف الأشرف - ضمن فعاليات المؤتمر العلمي الرابع لإحياء تراث أمير المؤمنين (عليه السلام)، الذ اقيم  تحت عنوان : "التربية وبناء الإنسان في تراث الإمام علي (عليه السلام) في ضوء التحديات المعاصرة"، شاركت الأستاذ المساعد الدكتورة غصون مزهر حسين من كلية الآداب / الجامعة المستنصرية ببحث علمي رصين سلَّط الضوء على جوهر المنهج التربوي لآل البيت (عليهم السلام)، متخذاً من وصية الإمام علي (عليه السلام) لابنه الإمام الحسن (عليه السلام) نموذجاً.

وقد أكدت الباحثة أن التربية الأسرية هي الأساس الذي يقوم عليه بناء المجتمع، مشيرة إلى أن تراث الإمام علي (عليه السلام) يمثل مصدراً غنياً بالمبادئ التربوية والقيمية.

أبرز محاور البحث وتوصياته:

1. التربية الأسرية: أساس بناء الإنسان:

شدد البحث على أن الأسرة هي المحيط التربوي الأساسي والمسؤول الأول عن إعداد الطفل ليكون عنصراً صالحاً وفعالاً في المجتمع. وأشار إلى أن آل البيت (عليهم السلام) أكدوا على أهمية اختيار شريك الحياة الصالح، ووضعوا مسؤولية التربية كاملة على الوالدين.

2. الأدب خير ما يورث:

أبرزت الدراسة الأولوية التي منحها الإمام علي (عليه السلام) للتربية الأخلاقية والآداب على حساب الثروة المادية، مستشهدة بقوله (عليه السلام): "خير ما ورَث الآباء الابناء الادب" و "إن الناس إلى صالح الأدب، أحوج منهم إلى الفضة والذهب".


3. منهج تربوي شامل يواكب العصر:

·         يتميز منهج أهل البيت (عليهم السلام) بالشمول، حيث يراعي الإنسان في جميع مقوماته: الروح، العقل، الغرائز، والجسد. كما يواكب مراحل نمو الإنسان كافة.

·         تطرق البحث إلى مفهوم التربية الروحية والأخلاقية كضرورة لصياغة الفرد، مؤكداً أن وصية الإمام علي (عليه السلام) لابنه الإمام الحسن (عليه السلام) تبدأ بالحث على تقوى الله وعمارة القلب بذكره، وتؤكد على استغلال فترة الطفولة، إذ "قلب الحدث كالارض الخالية ما القى فيها من شيء قبلته".

4. دعوة الإمام للتطور ومواكبة التحديات:

لعل النقطة الأبرز التي تطرقت إليها الدراسة وتتوافق مع التحديات المعاصرة، هي إشارة الإمام علي (عليه السلام) الصريحة إلى ضرورة التطور في الحياة من خلال قوله: "لا تقصروا أولادكم على تربيتكم - أو أخلاقكم- فأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم". وأوضح البحث أن هذه المقولة تمثل دعوة لتحديث المناهج التعليمية وتنقيتها لتتلاءم مع روح العصر وبيئته، مع المحافظة على المضامين الإسلامية الرئيسية، وهو ما يجعله فكراً متجدداً يمد الجسور بين التراث والتحديات المعاصرة.

 

أحدث أقدم