بسم
الله الرحمن الرحيم
والصلاة
والسلام على سيدنا محمد نبي الرحمة و على اله وسلم تسليما كثيرا
ايها
السادة و السيدات السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
نقف
اليوم لنعلن افتتاح فعاليات المؤتمر العلمي لإحياء تراث امير المؤمنين عليه السلام
بنسخته الرابعة ببركة سيد الوصيين و امام المتقين و برعاية كريمة من صاحب الجود
ابي الفضل العباس عليه السلام
الحضور
الكريم
لقد سعينا منذ انطلاق النسخة الاولى
للمؤتمر عام 2021 ان تمثل المساهمة
الفكرية الأبرز له في القدرة على مد الجسر بين الفكر الإسلامي ، وتحديداً تراث الإمام علي (عليه السلام)، وبين
التحديات المعاصرة. وقد عملنا بكل جد على ان لا تكتفي الابحاث المقدمة في المؤتمرات بتقديم قراءة تاريخية، بل تتجاوز ذلك إلى تحليل
كيفية تطبيق هذه المبادئ في مجالات العلوم الحديثة كعلوم السياسة والاجتماع
والتربية. هذا النهج يضع تراث الإمام علي (عليه السلام) ليس كوثيقة تاريخية جامدة،
بل كمصدر حي وفعال للحلول لمشكلات اليوم، مما يجعله ذا صلة مباشرة بالحياة
المعاصرة.
اذ تمثل
سلسلة المؤتمرات العلمية الأربعة التي يعقدها مركز المرايا للدراسات والإعلام
مشروعاً فكرياً منهجياً وممتداً، يهدف إلى استقراء تراث الإمام علي (عليه السلام)
وتطبيقه على جملة من التحديات المعاصرة التي تواجه المجتمعات العربية والإسلامية. بدأ
هذا المشروع بركيزة تأسيسية تتمثل في بناء الدولة، ثم تقدم إلى آليات الحكم الرشيد، ومنها إلى صميم الأثر
الاجتماعي والتركيز على قضايا الرعاية ومكافحة الفقر. ويبلغ المشروع ذروته الفكرية
في مؤتمره الرابع الذي يتناول بناء الإنسان والتربية.
يُظهر
هذا التدرج تحولاً منهجياً من الإطار الكلي (الدولة) إلى التفصيلي والعملي
(الإدارة)، ومنه إلى الإطار الاجتماعي (المجتمع)، لينتهي بالإطار الفردي
(الإنسان). ويتجلى في هذه السلسلة الترابط الوثيق بين المؤسسات الدينية
والأكاديمية، حيث نعمل تحت رعاية جهات موثوقة هي العتبة العباسية المقدسة وبالتعاون والشراكة مع مسجد الكوفة المعظم و جمعية العميد العلمية والفكرية، جامعات مرموقة جامعة
الكوفة و الكفيل والعميد ومركز دراسات الكوفة .ومؤسسات ثقافية رصينة اتحاد الادباء والكتاب في النجف الاشرف . تؤكد
هذه الشراكات على أن المشروع ليس مجرد حدث عابر، بل هو جهد مؤسسي مستدام يهدف إلى
إنتاج معرفة أصيلة ومؤصلة.
تُسلط
الأبحاث المقدمة في هذه المؤتمرات الضوء على القيمة الخالدة لتراث الإمام علي
(عليه السلام) كمصدر للحلول العملية. ويُعد المؤتمر الرابع، الذي يركز على
التربية، تتويجاً منطقياً لهذه المسيرة، إذ يتبنى فرضية جوهرية مفادها أن استدامة
أي دولة عادلة أو مجتمع سليم تعتمد بشكل أساسي على بناء فرد واعٍ ومثقف ومؤهل.
لقد
بات المؤتمر يمثل مشروعاً فكرياً متكاملاً ينتقل من النظرية إلى التطبيق، ومن
الدولة إلى الإنسان، معززاً بذلك دور التراث في معالجة إشكاليات الحاضر والمستقبل.
ايها الاخوة الكرام والاخوات الكريمات
إن
النظر إلى عناوين المؤتمرات الأربعة بشكل متسلسل يكشف عن سردية فكرية عميقة
ومترابطة. فالمؤتمر الأول وضع حجر الأساس بالتركيز على "بناء الدولة".
تلاه المؤتمر الثاني الذي تناول كيفية تشغيل هذه الدولة بفعالية من خلال "الحكم
الرشيد". ثم انتقل المؤتمر الثالث إلى قياس أثر هذا الحكم على المجتمع من
خلال "الرعاية الاجتماعية ومكافحة الفقر". وأخيراً، يتوج المؤتمر الرابع
هذه السلسلة بالتركيز على "التربية وبناء الإنسان".
يشكل
هذا التدرج حجة متماسكة مفادها أن الدولة السليمة تتطلب حكماً رشيداً، وأن الحكم
الرشيد يُقاس بمدى قدرته على تحقيق العدالة الاجتماعية، وأن كل هذه المنظومة لا
يمكن أن تستمر إلا من خلال بناء جيل جديد واعٍ ومثقف. وبالتالي، فإن بناء الإنسان
ليس مجرد محور منفصل، بل هو المحور النهائي والأكثر أهمية الذي يضمن استدامة ونجاح
كل الجهود السابقة.
اتقدم بالشكر الجزيل
لأمانة العتبة العباسية المقدسة و المتولي الشرعي السيد احمد الصافي دام عزه لما
يقدموه من رعاية كريمة و اهتمام بالغ بالنشاط العلمي الرصين و الى الاساتذة الكرام
في جمعية العميد العلمية والفكرية لما تقدمه من نتاج علمي و فكري مميز اذ لا خلو
اسبوع من نشاط تقوم به الجمعية و على مستوى عال من
الرصانة العلمية و للجهات الساندة في امانة مسجد الكوفة وجامعة الكوفة و الاخوة
الافاضل في اتحاد الادباء والكتاب في النجف الاشرف هذه المؤسسة الثقافية العريقة
التي تفتح ابوابها للأنشطة الثقافية في المحافظة
والشكر كل الشكر الى
الأساتذة الكرام من علماء و
اكاديميين وكتاب واعلاميين الذين يساندون المركز في جميع نشاطاته تطوعا
ومحبة الى الاخو الاعزاء اعضاء مركز المرايا الذين واصلو اليل بالنهار استعدادا لهذا اليوم والى الشباب في فريق
المرايا التطوعي
والسلام عليكم و رحمة
الله وبركاته
حيدر عبدالله
الزركاني
رئيس مركز المرايا
للدراسات والاعلام
