النجف الأشرف
احتفاءً باليوم العالمي للغة العربية، وأهمية
الحفاظ على الهوية الثقافية في ظل التسارع التكنولوجي، أقام مركز المرايا للدراسات والإعلام ندوة فكرية إلكترونية عبر
منصة (Zoom)
تحت عنوان: "اللغة العربية بين أصالة الحاضرة النجفية وسد الفجوة
الرقمية".
شهدت الندوة مشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين، حيث ركزت في
طروحاتها على الربط بين الموروث اللغوي العريق لمدينة النجف الأشرف وبين متطلبات
العصر الحديث والذكاء الاصطناعي، متناولةً ثلاثة محاور رئيسية:
المحور الأول: النجف وعراقة اللسان العربي
استهل الندوة الدكتور فايق الشمري
بمداخلة حملت عنوان "النجف وعراقة اللسان العربي"،
حيث سلط الضوء على الدور التاريخي والمحوري لمدينة النجف في صون اللغة العربية.
وأوضح الشمري أن النجف لم تكن مجرد مدينة دينية فحسب، بل كانت وما زالت مدرسة
لغوية كبرى، حافظت بمدارسها ومجالسها الأدبية على "سليقة" اللسان العربي
وحمايته من الهجانة والركاكة عبر القرون، مؤكداً أن الحاضرة النجفية تمثل مرجعاً
أصيلاً في علوم النحو والبلاغة والشعر.
المحور الثاني: العربية وتحديات العصر الرقمي
من جانبه، تناول الدكتور فراس ناصر زهيرة
في ورقتة المعنونة "العربية وتحديات العصر الرقمي"،
الواقع التكنولوجي الذي تواجهه اللغة اليوم. وناقش زهيرة "الفجوة
الرقمية" وكيفية تطويع الأدوات التقنية لخدمة المحتوى العربي. وأشار إلى
ضرورة الانتقال باللغة من سياق الاستهلاك الرقمي إلى سياق الإنتاج المعرفي، مشدداً
على أهمية البرمجيات والخوارزميات التي تدعم المعالجة الآلية للغة العربية لضمان
حضورها الفاعل في منصات الذكاء الاصطناعي.
المحور الثالث: اللغة العربية وتحديات التربية
واختتمت الأوراق البحثية بمداخلة الأستاذ عقيل غني جاحم، الذي ركز على الجانب التطبيقي في
المؤسسات التعليمية تحت عنوان "اللغة العربية وتحديات
التربية". واستعرض جاحم العقبات التي تواجه الأجيال الصاعدة في
اتقان لغتهم الأم، محذراً من تراجع الاهتمام باللغة العربية في المناهج والأساليب
التربوية الحديثة. ودعا إلى ضرورة تبني استراتيجيات تعليمية تربط الطالب بلغته
بروح عصرية تجمع بين المتعة والتمكين المعرفي.
التوصيات والختام
أثريت الندوة بمداخلات قيمة من الجمهور والمتابعين عبر منصة
"زوم"، وخرج المشاركون بجملة من التوصيات، كان أبرزها:
·
تعزيز المحتوى الرقمي العربي الرصين لمواجهة
التحديات التقنية.
·
استثمار إرث الحواضر العلمية كالنجف الأشرف في
صياغة هوية لغوية معاصرة.
·
تطوير المناهج التربوية بما يتلاءم مع تطورات
العصر ودون المساس بجوهر اللغة وأصالتها.
وفي ختام الندوة، شكرت إدارة مركز المرايا الباحثين المشاركين،
مؤكدة استمرارها في تنظيم مثل هذه الفعاليات التي تسعى لتعزيز الوعي الثقافي
واللغوي في المجتمع.
